القصة الكاملة لوفاة الدكتور محمد عبد الحليم بسبب مشاجرة عائلة في أسيوط

في هدوء عيدٍ لم يكتمل، وبينما كان الدكتور محمد عبد الحليم، أستاذ علم النفس بكلية التربية بـجامعة الأزهر، يستعد لقضاء عطلة العيد بين أهله وناسه في قريته التابعة لمركز الغنايم جنوب المحافظة، لم يكن يعلم أن تلك الساعات القليلة ستكون آخر محطات حياته.

شاب أربعيني، نذر عمره للعلم والمعرفة، وخصّص جهده لتوعية الشباب ومحاربة الأفكار المتطرفة من خلال عمله البحثي المرموق في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، اختار أن يعود إلى جذوره لبضعة أيام، بعيدًا عن ضغوط العمل وهموم الحياة الأكاديمية.

لكن المشهد انقلب فجأة..على قطعة أرض متنازع عليها بين الأقارب، نشبت مشادة كلامية، تدرجت سريعًا إلى اشتباك. توترت الأعصاب، وتطايرت الكلمات الحادة، قبل أن تُسحب الأسلحة ويعلو صوت الرصاص على صوت العقل.

رصاصة واحدة كانت كافية لتُسقط جسد الدكتور محمد عبد الحليم أرضًا، لم تنفعه خبرته العلمية، ولا مكانته الاجتماعية، ولا حتى رجاء والدته في العيد أن "يكون يومه كله سلام".. فسقط شهيدًا لحظة غضب، في مشهد لم يصدقه أهل القرية حين شاهدوا جثمانه ممددًا أمام أعينهم، بعدما غطّت دماؤه تراب المكان الذي تربى فيه.

أما على الأرض، فالمشهد كان أكثر إيلامًا أربعة من أشقاء الدكتور أُصيبوا في نفس المشاجرة، وأُلقي القبض على المتهمين، بينما باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق، وسط حالة من الصدمة والذهول التي سادت القرية بأكملها.